حرصا من " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " على أن تكون صوت أكبر عدد من النساء يوم 8 مارس ، عملت إذاعة طنجة - ضمن برنامج صباح الخبر من طنجة ليوم الأحد 8 مارس – على استضافة ثلة من الأصوات النسائية من كل الشرائح الاجتماعية و المستويات العلمية ، حيث فتحت أثيرها أولا لنزيلة مؤسسة سجنية تحدثت عن انطباعاتها بهذه المناسبة ، و عن ما أحدثته بها المؤسسة السجنية من تغييرات ، حيث تعلمت هناك حرفا يدوية كما تلقت دروسا في محو الأمية ، مؤكدة أن تجربة الحبس - على قساوتها - منحتها الفرصة كي تبدأ حياة جديدة بعد مغادرة أسوار السجن .
من جهتها تحدثت الأستاذة فاطمة ( مع حجب الإسم العائلي ) و هي أستاذة في التعليم الثانوي ، تحدثت عن سجن من نوع آخر ، و هو سجن الزوج الذي الذي كان يمارس عليها العنف بشتى أنواعه من الضرب إلى السب و الشتم و الإهانة و الطرد ، و بعد صبر طويل توجهت فاطمة إلى خلية محاربة العنف ضد المرأة بالمحكمة الابتدائية بطنجة ، حيث لقيت مساعدة من جمعية آمنا لمحاربة العنف ضد النساء و الأطفال ، لتبدأ مواجهة شرسة بينها و بين زوجها ، إنتهت أخيرا بطلاقها منه .
و قد أثار موضوع العنف الممارس على المرأة نقاشا عريضا داخل الاستوديو حيث قدمت الأستاذة رشيدة بلباه رئيسة جمعية آمنا لمحاربة العنف ضد النساء و الأطفال معلومات عملية ، تستطيع من خلالها المرأة أن تنتصف لنفسها و أن تطلب المساعدة من خلية شرطة تداوم 24 ساعة للتدخل السريع لإنقاذ المعنفات كلما وقع عليهن الضرر ، كما أكدت الأستاذة رشيدة بلباه أن الأرقام بدأت في التراجع على مستوى طنجة منذ أحدثت خلية العنف و الإنصات بالمحكمة الابتدائية بطنجة التي صنفت كمحكمة نموذجية في هذا الإطار .
تجربة كفاح أخرى كان لها نصيبها في أثير إذاعة طنجة يوم 8 مارس و هي تجربة امرأة أرملة تعول أسرة من 9 أفراد ، من خلال عملها كمساعدة منزلية ، و إذا كان الإعلام قد دأب عادة على إسماع صوت نساء متألقات و دارسات، فقد كان الرهان في " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " ، هو إسماع أصوات كل النساء بلا استثناء ، بما في ذلك تلك المرأة البسيطة التي تخدم في البيوت لتعول أبناءها بعرق جبينها ، و ليكون لها دور في المجتمع تثبت به ذاتها ، و إن بإمكانياتها المتواضعة . يذكر أن هذه الأرملة البسيطة المكافحة أبانت عن امتنانها لإسماع صوتها إلى جانب سيدات جامعيات و باحثات على قدم المساواة .
و لأن الصورة الكاملة لوضعية النساء المغربيات تشتمل كذلك على تجارب رائدة ، عملت إذاعة طنجة على إضاءة جوانب خفية في حياة سيدات متألقات و منهن الدكتورة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية و الأسرة و التضامن ، التي وثقت لمسار حياة ناجح كزوجة و أم و مناضلة حزبية و وزيرة ، و قد استعرضت السيدة الوزيرة بالمناسبة أهم ما أنجزته المرأة المغربية التي تعيش زمن الإنصاف بامتياز ، فمنذ مدونة الأسرة إلى القرار الملكي السامي بإلغاء التحفظات لرفع كل أشكال التمييز ضد المرأة ، مرورا بتخصيص يوم وطني للنساء المغربيات ، تعيين سبع سيدات في الحكومة المغربية ، تعيين أربع سفيرات مغربيات ، و منح 34 مقعدا للنساء في مجلس النواب ، ينضاف إلى ذلك رصد مبلغ 10 ملايين درهم لتمويل صندوق يرمي إلى دعم تمثيلية النساء في الانتخابات الجماعية المقبلة .
من جانبها تحدثت العالمة المغربية المختصة في علم فيزياء الفلك السيدة مريم شديد عن تجربتها كقائد لفريق مكون من 14 عالما أجنبيا ، زرعوا مسبارا في القطب المتجمد الجنوبي ، وقد كانت البروفسور مريم العربية الوحيدة ، و المرأة الوحيدة التي تصل إلى هذا المستوى الأكاديمي العلمي ، مشيرة أنها ككل النساء المغربيات ، تقوم بمهامها كزوجة و أم لطفلين على أكمل وجه .
و لتكون " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " صوت النساء الفلسطينيات قي عيد المرأة العالمي ، إستضاف البرنامج سيدة من قطاع غزة ، تحدثت بإسهاب عن حياة الأم الفلسطينية ، و نضالها ضد المستعمر ، بوسيلة منحتها إياها الطبيعة ، و هي الأمومة ، فالأم في فلسطين تعي أن دورها في مقاومة العدو ، هو تنشئة الجيل الصالح الذي من صميم واجبه الدفاع عن الأرض ، و تقديم روحه فداء لهذه الغاية النبيلة ، و هذا ما يجعل الأمهات الثكالى الفلسطينيات قادرات على الصبر رغم استشهاد أبنائهن ، و ذلك لقناعتهن الكاملة بأن الشهادة شرف لأبنائهن إلى أن يتم تحرير الأرض.
أما المحور الأخير من البرنامج فقد انفردت به النساء القرويات - و بشكل حصري - حيث تناوبت على أثير إذاعة طنجة سيدات قرويات من دواوير عدة ، القاسم المشترك بينهن ، ممارستهن لأنشطة مدرة للدخل ، و مساهمتهن في التنمية بوسائلهن البسيطة و إمكانياتهن المتواضعة ، و هكذا استضاف البرنامج سيدة تشتغل بائعة خضر في سوق الأحد الغربية و أخرى تشتغل في الحقل إلى جانب زوجها من دوار مجلاوة ، جماعة الساحل الشمالي ، بالإضافة إلى مجموعة من السيدات من جماعة اخميس أنجرة ، كن في ضيافة الوحدة المتنقلة لإذاعة طنجة ،و قدمن في بث مباشر من هناك نبذة عن حياتهن كما عرضن مشاكلهن و هواجسهن و أحلامهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
هنيئا لكل نساء العالم بعيدهن العالمي ، و سيظل صوتهن حاضرا سنة بعد أخــرى فــي " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " .
|