أفردت إذاعة طنجة مؤخرا ملفا إذاعيا مكتملا ، خصص لتحري الحقيقة في موضوع مرض أنفلوانزا N1H1 الذي كثرت الإشاعات بشأنه في مدينة طنجة ، خاصة في أعقاب ظهور حالات عدة في المدينة .
وحرصا من _ إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس _ على تقصي الحقيقة ، ورغبة منها في أن تكون صوت المعيش اليومي في حياة كل المواطنين ، استضافت منشطة البرنامج بهيجة أحمد ، كل المسؤولين ذوي الصلة بهذا الموضوع ، وناقشت معهم على مدى ثلاث ساعات من البث المباشر ، مختلف التساؤلات التي تدور ببال المواطن بهذا الصدد .
شارك في هذا اللقاء الاذاعي مندوب الصحة بطنجة ، ومندوبا وزارة التربية الوطنية بعمالة طنجة أصيلة و إقليم الفحص أنجرة ، ومدير مطار ابن بطوطة الدولي ، والمدير الجهوي للموانئ بطنجة ، ومدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة بالإضافة إلى أطباء مختصين في الأمراض الصدرية والتنفسية ، وصيادلة ، وأطباء مختصين في علم الأوبئة ، تولوا جميعا الرد على أسئلة المواطنين التي سجلها ميكروفون إذاعة طنجة ، بشوارع المدينة ، بالإضافة إلى أسئلة استقتها الوحدة المتنقلة لإذاعة طنجة مباشرة من الشارع الطنجاوي في ميكروفون عبد اللطيف بنيحي ، الذي تنقل طوال ساعات البث بين مجموعـة من المؤسسات التعليمية التي ظهرت بها حـالات مؤكدة لمرض أنفلوانزا N1H1 ، واستطلع مباشرة من هناك آراء المعلمين والمربين والتلاميذ وأولياء الأمور . كما استضاف من مدرسة عقبة بن نافع الطفلة هنيدة التي كانت أول تلميذة تصاب بالداء ، و التي استأنفت دراستها بعدما شفيت تماما من المرض . و تحدثت هنيدة بكل عفوية وبراءة عن الأعراض التي كانت لديها و عن الدكتور سعيد بودا الذي أشرف على علاجها - كان موجودا بين ضيوف الأستوديو في هذا اللقاء المباشر - و تبادلت معه الحوار عبر الأثير ، مطمئنة بقولها : " صرت بخير وعدت إلى المدرسة " .
وقدمت السيدة نادية من طنجة – وهي أم لطفلين مصابين - شهادتها بهذا الصدد ، مشيرة إلى أنهما يتماثلان حاليا للشفاء ، و أنهما سيعودان للمدرسة في غضون يومين ، مؤكدة أنه بحكم تجربتها و معايشتها للوضع ، لا تجد أي مبرر للخوف المبالغ فيه ، و أنه فقط يجب الحرص و الحذر لأجل تجنب العدوى و توسع دائرة الإصابة بالمرض . وأوضحت أنها بالرغم من التصاقها بأولادها كل يوم ، لم تصب بالمرض ، إذ أنها ظلت ملتزمة بتوجيهات أطباء الصحة العمومية الذين لم يبخلوا عليها بتقديم المساعدة الطبية و الدوائية و الوقائية في البيت.
و ردا على الإشاعات التي تروج بكون هذا المرض هو مجرد أكذوبة ، أو أنه يأتي من فيروس مصنع و غير طبيعي ، أكد الدكتور عبد العلي حنفي المختص في الأمراض الصدرية و التنفسية بطنجة ، أن دورة فيروس الأنفلونزا تشمل الطيور و الخنازير ثم البشر ، مشيرا إلى أن هذا الفيروس حقيقي و مؤكد ، و ثبت عزله علميا تحت المجهر
كما أشار إلى استحالة تصنيعه ، أي أنه ليس بالفيروس المهجن أو المصنوع بشريا ، بل هو تطور طبيعي لفيروس الأنفلونزا العادية القابلة للتحول مع الوقت من خلال طفرات تحدث بشكل طبيعي في تركيبة الفيروس .
وعن مدى خطورته ، أوضح الدكتور حنفي أن نسبة الإماتة بهذا الداء لا تتجاوز 1.4 بالمائة عبر العالم ، لكن الرقم مرشح للارتفاع كما هو الحال في الأرجنتين ، حيث لم تتخذ تدابير صارمة لتطويق العدوى، مما رفع عدد الإصابة ، و سمح لها بالوصول إلى الفئات الهشة ، التي يعجز جهازها المناعي عن مقاومة المرض، مبرزا أن لفظ الجائحة الذي تستعمله منظمة الصحة العالمية ، يشير إلى توسع نطاق العدوى في كل بلدان العالم ، و لا يؤشر على خطورة المرض.
أما بخصوص اللقاح ، و ما أثير حوله من إشاعات شككت في فعاليته و في آثاره الجانبية على الخصوص ، أكد الدكتور عمر المنزهي مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة ، أنه لن يتردد في تلقيح نفسه بمجرد توفر الجرعات المخصصة لمهنيي قطاع الطب ، موضحا أن تخوفات الحجاج الذين خضعوا للتلقيح حتى الآن ، هي تخوفات غير مبررة ، و أن اللقاح آمن و فعال ، بتأكيد من منظمة الصحة العالمية ، التي تعد أعلى سلطة علمية مفوضة بالبث في مدى فعالية كل العقاقير و آثارها الجانبية على حد قولــــه .
و في ختام هذا اللقاء الإذاعي أكد المتدخلون على أن التخوف المفرط من هذا الداء غير مبرر ، إنما يتعين فقط ، إتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تفشي الوباء .
يذكر أن إذاعة طنجة ستستمر في مواكبتها لهذا الموضوع و إبلاغ رسالتها التوعوية بهذا الصدد ، بعدما كانت على مدى ثلاث ساعات صوت تقصي الحقيقة العلمية في كل ما يتعلق بمرض أنفلونزا N1H1 .