عبد الإله الحليمي يتحدث لـ Daba.TV

تحتفي إذاعة طنجة يوم 19 شتنبر ، بالذكرى السابعة بعد الستين لتأسيسها ، إحتفال يأتي بالتزامن مع تخليد الذكرى السادسة و الخمسين للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه لمقر هذه الإذاعة العريقة.

حيث يتم بهذه المناسبة تقديم برامج تستحضر ثلة من الأسماء و الأصوات ، التي وثقت بفكرها و برامجها أثير هذه الإذاعة الرائدة ، و سحرت أسماع و قلوب آلاف الأوفياء من المستمعين و المتتبعين المولعين بسحر هذه المؤسسة الإذاعية الكبيرة .
كما ستقف هذه المناسبة بالخصوص - وعبر حيز عريض من بثها - مع استحضار الأداء الإذاعي المتميز لقيدوم الإذاعيين فارس الأثير الأستاذ محمد الغربي رحمة الله عليه ، الذي التحق بالرفيق الأعلى في بحر السنة الجارية .

في هذا السياق يلبس البرنامج اليومي المباشر " صباح الخير من طنجة " ثوب المناسبة و يتعطر بعطر الذكريات التي تسترجع بعضا من أقوى اللحظات المميزة لأثير إذاعة طنجة عبر العقود و السنوات ، حيث ستخصص جل الفقرات لاستضافة أسماء وازنة من مثقفين و صحفيين و فنانين و رجال إعلام ارتبطوا بسحر إذاعة طنجة ، كما يحضر البرنامج في بثه المباشر مجموعة من المستمعين الشغوفين بأثير إذاعة طنجة يروون قصة ارتباطهم التاريخي بهذه الإذاعة ذات السحر و الألق الخاصين ، ويحضر البرنامج أيضا نخبة من قيدومي إذاعة طنجة على اختلاف اختصاصاتهم ، و الفترات التي جايلوها .

وعلى وتر آخر ، يحضر البرنامج مجموعة من نجوم الغناء و الكوميديا الذين شقوا طريقهم في الفن انطلاقا من استوديوهات هذه الإذاعة التي لطالما احتضنت مواهب شبابية ، وأوصلتها إلى مرفأ النجومية و بر الإبداع .

أما في بثها الليلي ، فستعمل إذاعة طنجة على توثيق يومها الاحتفالي عبر حلقة خاصة من برنامج " ليالي الأنس " تسامر فيها ثلة من الفنانين و الإعلاميين المثقفين و المفكرين من الذين دأبوا على المشاركة في تأثيث الفضاء الحواري لهذه الإذاعة العريقة ، وعملوا على إغناء برامجها بأفكارهم و طروحاتهم و رؤاهم ، التي كانت تجد طريقها إلى المستمع عبر وسيلة واحدة هي أثير إذاعة طنجة ، التي لقبها هؤلاء المثقفون أنفسهم " بإذاعة ديمقراطية منتصف الليل " .

و لأن " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " لم تكن فقط صوت المفكرين و المثقفين ، بل كانت أيضا على امتداد تاريخها الطويل ، وفية لهذا الشعار القديم الجديد ، لتعلي بموجبه صوت المواطن حيثما كان ، و كيفما كان مستواه الثقافي أو الاجتماعي . لهذا نقلت بكل مصداقية و موضوعية و على مدى قرابة سبعة عقود هواجس المواطن البسيط و همومه و انشغالاته .

احتفاء إذاعة طنجة بذكراها السابعة و الستين يعد مناسبة لاسترجاع أقوى اللحظات في تاريخها الإذاعي ، من خلال حوارات ستنقب في ذكريات المذيعين و الصحفيين و التقنيين ، لتسترجع صدى برامج قوية حققت إشعاعا كبيرا و حظيت بشعبية و جماهيرية عالية.

بهذه المناسبة أيضا ، يسترجع المستمع ، الدور الوطني الرائد الذي قامت به إذاعة طنجة في مجال النضال ضد المستعمر و تقديم الدعم لرجال المقاومة الوطنية ، و الدفاع عن الثوابت الوطنية كمؤسسة مواطنة أثبتت حبها العملي و الفعلي لكل ذرة من ذرات تراب هذا الوطن ، وهو الحب الذي استحقت لأجله إذاعة طنجة لفتة ملكية كريمة من المغفور له جلالة الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه الذي أبى إلا أن يكرم هذه الإذاعة و يشرفها بزيارة ظلت مسطرة في التاريخ بماء من ذهب ، و ظلت مثار اعتزاز من لدن كافة أفراد أسرة إذاعة طنجة جيلا بعد جيل ، و هي الزيارة التي تمت يوم 19 من شهر شتنبرسنة 1957 ، و التي تسترجعها بالكثير من الافتخار أسرة إذاعة طنجة كل سنة بالتزامن مع ذكرى التأسيس .

لقد أثبتت إذاعة طنجة من خلال رسالتها الإعلامية الرصينة و الجريئة ، أنها مؤسسة مواطنة ، مسكونة بهاجس القرب من المستمع ، و هذا ماجعلها ترفع شعار هوية يؤكد ذلك : " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " .

و باحترامها لهذا الشعار ، حصدت إذاعة طنجة في ظل الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة عشرات الجوائز في تظاهرات إعلامية عدة ، وطنية و عربية .

فكما كانت إذاعة طنجة في الصدارة منذ ميلادها و طوال تاريخها العريق ، ظلت إلى اليوم محافظة على بريقها في عيون المثقفين و المهتمين ، و على مكانتها في قلوب المستمعين و المتتبعين ، حتى في زمن المنافسة ، و بالرغم من ثراء المشهد السمعي البصري ، و توفر خيارات عدة أمام المتلقي .

إحتفال إذاعة طنجة بالذكرى السابعة و الستين لتأسيسها و الذكرى السادسة و الخمسين لزيارة جلالة المغفور له محمد الخامس لمقرها ، هو استرجاع لتاريخ كامل من المحبة و الوفاء ، يربط أسرة إذاعة طنجة بمستمعيها داخل الوطن و خارجه ، و هو أيضا إستشراف لمستقبل مشرق ، يعد بالمزيد من العطاء ، لتكون إذاعة طنجة طيلة يوم الاحتفال ، " إذاعة طنجة العاليا صوت كل الناس " و صوت تاريخ الوفاء ، و حاضر التألق ، و مستقبل المزيد من العطاء بإذن الله .