للاقتراب من الكاتب عبد القادر الشاوي، كاتب من زمننا، تقدم إذاعة طنجة سلسلة حلقات برنامج "من مدريد إلى طنجة"، كل ليلة سبت بدءا من منتصف الليل و15 دقيقة لمتابعة بوح الذاكرة، وبوح الوعي الذي يجوب آفاق الذات والإبداع والعالم….تلكم هي صداقة السمع المواكبة للبوح، صداقة وسائط الإعلام.. بعض ما يبقى بعد الكتاب عندما تضيع أشياء كثيرة أو يتهددها النسيان، ويزحف على جنباتها...
على تواضع عمره، عاش عبد القادر الشاوي اللحظات الكبرى من تاريخ بلده: عاين بعض مظاهر الاستعمار الاسباني خلال طفولته .. عشق الفلسفة خلال مرحلة الشباب، فاقتفى آثارها وصاحب أعلامها طالبا بكلية الرباط.. كأنه يطلب "الحكمة المستحيلة".. فتنته الماركسية، فحلم بالتغيير وتسريع ماكينة الزمن.. لكن الآلة انفجرت.. ليدفع الثمن سنوات من عمره الفاني، فتقلصت الأحلام.. وحلت شعلة الكتابة في الجسد ليورق نصوصاً.. تنوعت لتعكس انشغالات الرجل: الكتابة الفكرية (السلفية والوطنية، حزب الاستقلال، اليسار في المغرب، التخلف والنهضة...)، النصوص النقدية (سلطة الواقعية، النص العضوي...)، الأعمال الروائية (كان وأخواتها، باب تازة، الساحة الشرفية...)، السيرة الذاتية (دليل العنفوان، هل أقول أنا؟)...
و تبعا لسلسلة البرامج الخاصة بسير المبدعين وأعمالهم التي دأبت إذاعة طنجة على تقديمها، سيكون المستمع إذن، على موعد مع الكاتب عبد القادر الشاوي في بوح أثيري خاص...
يذكر أن أمواج إذاعة طنجة ظلت تشكل على الدوام أثيرا مفضلا للبوح بالنسبة للعديد من الكتاب والشعراء سواء من خلال فقرة " تأملات " أو من خلال سلسلة برامج خاصة استضافت في المواسم الإذاعية الأخيرة مجموعة من الكتاب والمبدعين، نذكر من بينهم على وجه الخصوص عبد الكريم غلاب، عبد اللطيف اللعبي، يوسف الشاروني...إلخ