حلت خلال شهر نونبر ، الذكرى الثالثة لوفاة الكاتب المغربي العالمي محمد شكري الذي يعتبر من المبدعين القلائل الذين حققوا شهرة كاسحة من خلال أعمالـه القصصيـة والروائية التي تخرج عن (المألوف) مع التمسك بالقواعد التقنية واللغوية للكتابـة الجـادة الرصينة ، رغم الحصـار الذي عاناه (خبزه الحافي) والهجمـة التي طالت (خيمته) ، ومـع ذلك واجه شكري هذا الحصار بقناعة ابداعيـة لا تكل ولا تنهـزم ، وظل مخلصا للنهـج الموضوعـاتي والتقـني الذي اختاره لنفسه وحقق به فرادة واستثناء ، ولم يكـن يعتمــد في هذا (الانتشار) على دار نشر أو مؤسسة ثقافية ، بل على امكانيتـه المادية المحــدودة فابستثناء (مجنون الورد) الذي أصدرته دار الآداب البيروتيـة ،فقد تكفل شكـري باصدار أعماله التي تتوزع بين الرواية والقصة والشهادة والدراسة الأدبيــة .
للإشارة كذلك ظل محمد شكري طيلة ردح من الدهر يطل عبر أثير إذاعة طنجة من خلال فقـرة أسبوعيـة" شكـري يتحـدث " .
ومن منطلق الوفاء ، خصص عبد اللطيف بنيحي حلقة خاصة من برنامج " جذور" للذكـرى الثالثـة لرحيلـه الفاجع ليلة السبت – صبيحة الأحد 18/19 نونبر ابتداءا من منتصف الليل والدقيقة الثلاثين ، باستضافة مجموعـة من أصدقـاء شكـري ورفاقـه : مبدعين وأدباء وبسطاء مهمشيـن أيضا ، ألم يكن شكري واحدا من هـؤلاء جميعــا .