التقى الساهرون مع إذاعة طنجة ليلة السبت 21 أبريل صبيحة الأحد 22 منه ، على الساعة الرابعة صباحا مع حلقة خاصة عن الموسيقار المصري الراحل سيد مكاوي، الذي غيبه الموت في الواحد والعشرين من أبريل عام 1997، وذلك في إطار برنامج " نبرات من النغم العربي" الذي يعده ويقدمه حميد النقراشي.
الموسيقار الشيخ سيد مكاوي وصفه المطرب محرم فؤاد بأنه من الملحنين التشكيليين لكونه صنع تماثيل من ألحانه ورسم لوحة من خلال موسيقاه.
وقد كان بإبداعاته التي تحدى من خلالها الإعاقة نموذجا متفردا بخصوصيات كرسته علما بارزا من أعلام الموسيقى العربية، إنه في مساره الفني لم ينطلق من فراغ، فقبله كانت جماليات موسيقية سائدة مثلما هو الشأن في أعمال الشيوخ : سيد درويش، وسلامة حجازي، وزكريا أحمد، لاسيما على صعيد الإنشاد الديني والأدوار والموال الغنائي الذي يعتمد على الأداء الصوتي القوي والمزخرف في ذات الآن .
هذه العناصر المحلية استفاد منها سيد مكاوي، حيث تمكن من أن يطوعها لمفهومه الموسيقي، إذ أدخلها في التعبير الدرامي، معتمدا على روح الأصالة الشرقية وعمقها ومحافظا على المقامات الأصيلة كالبياتي، ولم يتأثر قطعا بشيوخ المدرسة الصهبجية والمذهبجية الذين ملؤوا الأسماع في أوائل القرن الماضي، لكنه في المقابل نهل من المدرسة الوسطى التي كان ينتمي إليها سيد درويش.