في حلقة تمزج بين جمالية الرسم بالكلمات وعذوبة الشعر المغنى ، يفرد الزميل حميد النقراشي حلقة ليلة السبت صبيحة الأحد 28/29 أبريل ، ضمن برنامج " نبـرات من النغم العـربي " الذي تذيعه إذاعة طنجة للشاعر المكابر نزار قباني الذي تحل الذكرى التاسعة لرحيله يوم 30 أبريل .
لم يكن نزار قباني شاعرا عابرا في الحياة العربية أو مجرد شاعر قرأ قصائده الجميلة ومضى.. إنه يكاد يشبه الرمح المغروس في الزمن العربي ، يدمي كل منهما الآخر وينوه كل منهما بـالآخـر حيث يصير الرمح علامة على الجرح ويصبح الجرح غمـدا حيا مرهف الحساسية . لقد طرحــوا عليه سؤالا ذات مرة متى تتقاعد عن الكتابة ،فأجاب : "في اليوم الذي ينسحب فيه جمهوري من القاعة ليبحث عن نجم جديد " . لكن نزار قباني ورغم رحيله بقيت قصائده تقيم في العروق العربية التـي لم تعرف لغير الشعر كرات فوسفورية الإيماض . فهذا الشاعر يظل أكبر من مجرد كونه كاتب قصائد إنه كان ومازال وسيبقى لسان جماعته قبيلة كانت أوشعبا .. لسانا كشجرة الكلمة الطيبة التي لها جذر ضارب في التاريخ وفرع محلق في الحلم . إنه في حياته كثيرا ما حلم بالمدينة الشاعرة مثلما كان الفارابي يحلم بالمدينة الفاضلة أو توماس مور الذي كان يحلم بالمدينة الخيالية... كان أمل نزار قباني هو أن يقطن مدينته مائتي مليون عربي لأنه لا يعرف أن يكتب الشعر لعشرة أشخاص ، ولأنه كان مستعدا لكي يقدم اعتذاره الشخصي لمن يتخلف عن قراءته .
يذكــر أن برنامج " نبرات من النغم العربي " سيذيع لأول مرة أشعارا لنزار قباني بصوته إلى جانب قصائده المغناة بأصوات كبار المطربين ، كعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفيروز وكاظم الساهر .