عبد الإله الحليمي يتحدث لـ Daba.TV

في ليلة جمعت بين حنين الماضي وسحر الصوت وألق التجربة أهدت إذاعة طنجة سمرا ممتعا لمستمعيها في إطار برنامج "ذكريات عبرت" رفقة سيد القدود الحلبية الفنان السوري صباح فخري الذي تحدث في حوار مع الزميل حميد النقراشي عن مساره الفني والحياتي وتأثره برموز التراث الغنائي من أمثال نديم الدرويش وعلي الدرويش ومحمد رجب ومجدي العقيلي وعمر البطش من سوريا، وسيد درويش وصالح عبد الحي وسلامة حجازي من مصر، وكشف صباح فخري في نفس الحوار عن أصالة الأغنية العربية وشموليتها من الناحية الموسيقية مؤكدا أن الموسيقى العربية هي أكثر عالمية من نظيرتها الغربية.
موسيقى الغرب حسب ما أكده الفنان السوري لإذاعة طنجة تشتمل فقط على " التون" و" نصف التون" بينما الموسيقى قسمان ، إيقاع وصوت ، والصوت العربي بتشعب إلى تسع كومات ، وبالطبع - يقول صباح فخري- من يشعر بأن الصوت يتصاعد وفق درجات تسع، أغنى سماعيا من ذاك الذي لا يتاح له إلا ثلاث أرباع، بينما الصوت العربي أوزانه مركبة ويعبر عن بعد إنساني أعمق، والفارق هنا يتمثل فقط في استياق الغرب من الناحيتين العلمية والتنظيمية.
في "ذكريات عبرت" أبدى صاحب "حادي العيس"، و"قل للمليحة"، استياءه حيال الظواهر الغنائية التي اجتاحت سماء الفن العربي، معتبرا الفيديو كليب سلعة تجارية فارغة المحتوى، وتساءل هل يقدم الفيديو كليب موضوعا أم أغنية أم "ستريبتيز" ؟ وخلص في النهاية إلى أن البقاء يكون دائما للأصلح والأشد أصالة، مستشهدا بقول الله تعالى: "أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
وعن الموسيقى المغربية قال صباح فخري إن للمغرب تراثا موسيقيا جميلا جدا فيه الأندلسيات والنوبات، وموسيقى عريقة رائعة، وأضاف أن بينه وبين الجمهور المغربي ألفة كبيرة تعود جذورها إلى سنة 1973، وتوقف بالمناسبة عند مشاركته في إحدى دورات مهرجان فاس، وتذكر صباح فخري تلك الليلة التي قدم فيها "طلع البدر علينا" التي رددها معه نحو سبعين ألف متفرج بصوت واحد في بهاء عز نظيره.