أفرد برنامج "ذكريات عبرت" الذي يعده ويقدمه حميد النقراشي حلقة خاصة بأحد كبار العازفين والمؤلفين الموسيقيين الأستاذ عمرو الطنطاوي وذلك ضمن سمر مباشر ليلة الخميس 22 فبراير صبيحة 23 منه على أمواج إذاعة طنجة بعد منتصف الليل، بمشاركة فنان الحلقة وبعض الأسماء المعروفة والمرموقة في الفن المغربي تحت عنوان: "عمرو الطنطاوي: ترنيمة الحياة، ومعزوفات أخرى.." .
وعمل البرنامج على فتح سجل ذكريات يتنقل من خلاله فوق صفحات تكشف كينونة مبدع أيقض بعطاءاته إحساسا متجددا بالحياة لدى أجيال الأمس التي عشقت طريقة مداعبة أنامله لأوتار العةد وأسلوبه الأنيق في وضع المؤلفات الموسيقية حيث كان مثار إشادة كبار الفنانين العرب كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ الذين تعاملوا معه.
إن الفنان عمرو الطنطاوي الذي ولد بمدينة برشيد عام 1929 استقبل منذ صباه الكثير من الألوان الموسيقية: المغربية والشرقية والغربية وقد تفاعل مع الموسيقى المغربية منذ أولى مراحلها الجنينية، وكانت بداياته في تعلم الموسيقى على يد الأستاذ محمد زنيبر الذي اختار له آلة العود لتفجير طاقاته الفنية بعد تأمل دقيق لأصابع يديه. وتميز عمرو الطنطاوي بسرعة الحفظ والذكاء، وهو ما أهله لتطوير مؤهلاته الفطرية رفقة ثلة من زملائه كصالح الشرقي وعبد العزيز السباعي، ومصطفى الحريري ومحمد سميرسي ومحمد كرم.
ومن فرقة الكواكب الموسيقية انتقل عام 1959 الى الجوق الوطني للإذاعة والتلفزة الذي ظل به لما يزيد عن الثلاثين عاما.
عمرو الطنطاوي في عزفه على آلة العود يبدو كالطيف الذي يلاحق كل راغب في الارتواء من نهر الموسيقى، فأنغامه تطير كالحمائم ناثرة تذوق جمالي على بساط اسمتاع مزدان بفسيفساء ساحرة تخط أشكالها أصابع حالمة.. إنه يمتلك نهجا موسيقيا يخرج عبرهمن جمالية العزف الى فسحة التأليف الرحبة، أما على مستوى المقطوعات الموسيقية ك "أضواء المدينة: و "فرحة الشباب" يتميز المبدع عمرو الطنطاوي بأسلوبه الذي ينسجه من خلجات ونبقات المجتمع والمحيط المغربي ..
إن إذاعة طنجة وهي تغوص في أعماق فنان أصيل في حجم عمرو الطنطاوي تكرس توجهها الذي يراهن على الاعتراف بقيمة المبدعين المغاربة الذين حلقوا عاليا في سماء الفن.