radio tanger

وفاء لروح المبدعين المغاربة الذين رحلوا وعرفانا بعطاءاتهم الجليلة خصصت إذاعة طنجة من خلال برنامح " جذور " للزميل عبد اللطيف بنيحيى حلقة استثنائية ليلة السبت 13 يناير الجاري صبيحة الأحد 14 منه للذكرى السادسة لرحيل مجدد الموسيقى الأندلسية محمد العربي التمسماني وذلك من منتصف الليل وخمس عشرة دقيقة إلى الثالثة صباحا بمشاركة بعض أفراد عائلته ومجايليه وباحثين في التراث الأندلسي الأصيل وجوق الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية والروحية برئاسة الأستاذ محمد العروسي .
ويعد الفنان الراحل محمد العربي التمسماني من بين الأسماء التي امتلأ بها وجدان عشاق الفن العريق . أعطى بسخاء كبير وقدم أجمل الإبداعات للموسيقى الأندلسية المغربية فكان قدوة في حمل راية التجديد في أساليب الأداء والعزف وفي تحمل مسؤولية الرسالة الفنية على عاتقه برباطة جأش ورحابة صدر لازمته إلى أن وافاه الأجل المحتوم سنة 2001.
والأستاذ محمد العربي التمسماني رأى نور الحياة بمدينة طنجة عام 1920 داخل أسرة عريقة عرفت بولعها الشديد بالموسيقى والفن‘ حيث أن والده سيدي العربي كان متخصصا في الأزجال والتواشيح والتفعيلات ‘ بينما كانت والدته تجيد العزف على آلة البيانو ‘ ونفس الشيء بالنسبة لشقيقتيها . ومن هنا تأثر محمد العربي التمسماني بالموسيقى منذ كان طفلا غض الإهاب .. في البدء تلقى المبادىء الموسيقية من خالتيه ‘ وبما أنه لم يكن يطوع أصابعه في العزف ‘ تبادرت إلى ذهن خاله فكرة ربط إبهامي يديه بالقنب كي يتمكن من التمرن على استعمال وتوظيف جميع أصابعه في العزف .
وعلى المستوى الدراسي تلقى الراحل التمسماني دراسته الإبتدائية في مدرسة الجمعية الخيرية وتعلم القرآن الكريم على يد الفقيه التطواني زيوزيو ‘ والفقه والسيرة على والده الشريف سيدي العربي ‘ والنحو والأدب على يد أحمد بوحساين ‘ والرياضيات على عبد الباقي بنيحيى ‘ وكان مواظبا على حضور المجالس العلمية إلى جانب والده والشيخ أبي شعيب الدكالي والمدني بن الحسني والقاضييين إدريس والهاشمي بن خضراء .
وعلى الصعيد الإبداعي انبنى الخط الموسيقي عند الراحل محمد العربي التمسماني على الحفظ الجيد والسمع الدقيق والذاكرة الموسيقية وبالأخص على الصولفيج . ويعود له الفضل في جمع العشر صنائع في الدرج التي تم حفظها بالكامل وتسجيلها في الإذاعة المغربية عام 1966 .. كما يعد أول من أدخل الأصوات النسائية في الأجواق الأندلسية ‘ وقام كذلك بتصحيح الأخطاء الشائعة ‘ التي اعترت التراث الموسيقي الأندلسي إلى جانب هرمنته لبرولة العانس من قدام الاستهلال والصنعتين الأولى والثانية من ميزان قائم ونصف الاستهلال ‘ اللتين نوطهما من التوشية . وشارك في تنسيقها وعزفها وأدائها رفقة قائد الجوق السمفوني للإذاعة النمساوية وعدد من الأساتذة في أواخر الخمسينات ‘ وتنسيقه للمشالية الكبيرة واستعماله لآلات النفخ كالكلارينيت والفلوت والساكسفون مع محافظته على الصنائع التي انفردت بها مدينة تطوان وقيادته بامتياز لجوق المعهد الموسيقي بتطوان وتدريبه على عدة صنائع .