أفرد برنامج "ذكريات عبرت" للزميل حميد النقراشي حلقة لأحد مؤسسي الأغنية الغيوانية بالمغرب الفنان عمر السيد تحت شعار: " عمر السيد الغصن الغارق في شجرة التراث الغيواني".
واستضافت الحلقة مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين تحدثوا عن الرجل ودوره في إثراء الأغنية الجماعية، وذكرياته المرتبطة بالمسيرة التي بدأها رفقة الراحلين بوجميع والعربي باطما ومحمود السعدي وزملائه علال يعلي، وعبد الرحمان باكو، ومولاي عبد العزيز الطاهري، وفرقة الصديقي للمسرح، مع تقديم نماذج مميزة من الأغاني التي يحفل بها الريبيرتوار الغيواني.
هذا اللقاء الأثيري المباشر فسح المجال للنبش في الظاهرة الغيوانية وامتداداتها التي كانت ثمرة استيحاء دائم لعناصر ومكونات المجتمع، ولمسار اتسم بكونه يمزج بين المسموع والمنغم.
ويعد الفنان عمر السيد الذي يعمل منذ سنوات من أجل الحفاظ على بقاء مجموعة ناس الغيوان الأسطورية واستمرارها بمثابة الذاكرة الحية التي تحاول صون تراث ولد من داخل الرحم الشعبي في بداية السبعينات، فعمر السيد إلى جانب رفاق رحلته الغيوانية جاء بأغنية هي كرد فعل مزدوج توخى إعادة الاعتبار للغناء الشعبي بمقاماته وأغراضه وأدواته الموسيقية، وقد اعتبرت الحركة الغيوانية لدى كثير من المهتمين حركة توصيل لا حركة تطريب فحسب ، وحتى آلاتها الموسيقية البسيطة تميزت بإيحاء عميق وبساطة لا تنفي سر نغماتها المتوازية والمنسجمة والجذابة.
وعبر "ذكريات عبرت" تطرق قائد المجموعة حاليا لمسيرة المكابدة المشغولة بالفن وأغاني الزمن المضمرة في السر، وحمولة النص التراثي والحكاية الشعبية والسرد والإيقاع.